رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

الهيئة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بارك الله خطوات خادم الحرمين الشريفين. أصدر واحداً من أهم القرارات التحديثية في المملكة. تطوير نوعي في التركيبة السيكولوجية للإنسان. لا يوجد أمة في حاجة إلى هيئة للترفيه كما هي حاجة السعوديين والمقيمين في المملكة لها. البلاد تخلو من أبسط أشكال المرح. إلى درجة أن أصبحت البلاد موئلاً لكل أنواع التبغ وهدفاً لتجار المخدرات وصيداً لمنظمات الإرهاب الدولي، واخترع الشباب رياضة قاتلة فاجرة اسمها التفحيط. صارت المملكة البلاد الأولى في العالم التي تهج فيها عائلاتها مبعثرين في العالم بحثاً عن قليل من السعادة والترفيه واللقاءات العائلية الحميمية. تتواعد لتتلاقى في دبي أو البحرين أو لندن يريدون أن يلتقوا في الفضاء المفتوح وعلى صعيد من الفرح الجماعي. كرهوا اللقاءات في الأماكن المنعزلة. لأول مرة تظهر وظيفة تحرس الكآبة ووظيفة أخرى تدعو إلى محاربة السعادة. تحولت الكآبة إلى بضاعة يتربح منها آلاف من البشر. تقام فيها حفلات تكسير الآلات الموسيقية ويستخدم الأطفال لتزهيد الناس في الدنيا بل شاهد كثير من "الدعاة" في قبور كبار الفنانين السعوديين ثعابين بحجم وشراسة الشجاع الأقرع. كيفت كثير من دول العالم مراكز الترفيه فيها لاستقبال السعوديين. أصبح الشاب السعودي صيداً سهلاً لأصحاب الترفيه الرديء والمحرم. أنشأت كثير من المدن الأجنبية حياة خاصة بالسائح السعودي. مطاعمهم الخاصة وملاهيهم ودكاكينهم. مدن أخرى شادت مسارح خاصة تلتقي فيها العائلة السعودية بفنانيها السعوديين. صارت المدن السعودية كانتونات بعدد الشلل والعائلات. ليس لك مكان في فضاء المدينة المفتوح. لا تستطيع أن تتواصل مع الناس وتكسب معارف جدداً. يندس الإنسان السعودي مع ربعه وأهله، هذا في ملحق وذاك في استراحة والآخر مع الشلة في مقهى يسحب فيها ثلاثة رؤوس معسل في الليلة الواحدة. لن أتحدث عمن طاله الفساد كتتبع مواقع الإرهابيين والإعجاب بهم أو من تورط في المخدرات. ليس غريباً أن يتهم السعودي بالانعزال. فشلتك ستكون إما من أقاربك أو زملاء المدرسة أو العمل. نعير عائلاتنا وأبناءنا على طبيعة سفراتهم. السائح السعودي لا يبحث عن المتاحف، لا يبحث عن الحدائق الجميلة. لا يبحث عن المعالم الأثرية. لا يعرف عن البلد الذي يسافر إليه أي شيء. نتجاهل أن الإنسان يبحث عما يفقده في بلاده. يذهب الأميركي ليرى الصين؛ لا ليحصل على مرجيحة يهز فيها أطفاله أو سينما يشاهد فيها أحدث الأفلام أو مسرح يشبع به حاجته الثقافية وغيرها من وسائل الترفيه الأساسية. نعظم الأميركي وننعته بالتحضر عندما نراه يطوف حول سور الصين العظيم ويؤم المطاعم التي يأكل روادها القردة ويجوس في القرى النائية يتعرف على عادات الشعوب، نقارنه بالسعودي عند بحثه عن المتع الصغيرة. ننسى شيئاً اسمه أولوية الاحتياج. لا يمكن أن يشترى الفقير آيسكريم قبل أن يؤمن غذاءه الأساسي. هذا هو السعودي. لن يذهب يتفرج على سور الصين العظيم وهو لم يشبع أبسط احتياجاته الترفيهية. وفّق الله الهيئة وسدد خطاها وجعل رجالها أشاوس في نشر السعادة والفرح.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up